إثيوبيا تعلن مكاسب جديدة على النيل وتعلن خطة بناء سلسلة سدود خلال 5 إلى 15 عامًا
الميدان 24
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يعلن خططًا لبناء سدود جديدة على نهر النيل خلال 15 عامًا، في خطوة تصعيدية تهدد بزيادة التوتر مع مصر والسودان حول ملف سد النهضة والأمن المائي الإقليمي.
أديس أبابا – الميدان 24 |
في تطور ملفت يمكن أن يشعل أزمة جيوسياسية واسعة النطاق، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد نية بلاده بناء سلسلة من السدود الجديدة على نهر النيل خلال السنوات المقبلة. وقد جاء تصريحه في مقابلته التلفزيونية بعد أيام قليلة من صدور بيان مشترك من مصر والسودان أعرب فيه البلدان عن قلقهما العميق من أي إجراء أحادي الجانب في ملف سد النهضة.
في البرنامج التلفزيوني، وصف آبي أحمد استغلال مياه النيل بأنه “ليس جريمة”، مشيرًا إلى أن بلاده تعتزم تنفيذ مشاريع مائية ضخمة خلال 5 إلى 15 عامًا تهدف إلى تعزيز توليد الطاقة الكهربائية وتوسيع النفوذ الإقليمي. وقد أكد أن هذه المشاريع تشكل حقًا مشروعًا في ضوء القانون الدولي وتشكل امتدادًا لسد النهضة وليس تناقضًا معه.
التصريحات الإثيوبية جاءت بعد بيان مشترك قلق من مصر والسودان، حذر من أن النهج الأحادي في تشغيل وملء السدود يشكل تصعيدًا مرفوضًا قد يهدد استقرار الحوض الشرقي لنهر النيل، خاصة في ظل مخاوف من تصريفات غير منظمة خلال فترات الجفاف.
آبي اعتبر أن سد النهضة هو بداية لمشروعات أوسع، وأن إثيوبيا تطمح لبناء منظومة من السدود التي ستوفر طاقة نظيفة ليس فقط لإثيوبيا، بل للمنطقة بأسرها، إلى جانب فوائد اقتصادية وأمنية جيوسياسية كبيرة.
في تطور ثانوي مثير للجدل، أشار آبي أحمد إلى طموح بلاده في العودة إلى البحر الأحمر قائلًا: إن “البحر كان بحوزتنا قبل 30 عامًا، وسنعيد تصحيح الأخطاء الماضية”، لكنه شدد على أن ملف النيل لا يزال في صدارة أولويات إثيوبيا.
في العاصمة أديس أبابا، أظهرت مشاهد رسمية استجابة واسعة للتصريحات، حيث أفادت مصادر إعلامية بأن الحكومة الإثيوبية تجهّز دراسات تقنية وهيدرولوجية لمواقع متعددة شبّهتها بخيارات بناء سدود جديدة، في خطوة تُعد تحديًا مباشرًا لمصر والسودان، اللتين تعتبران أن أي تغييرات في حوض النيل قضايا تمس أمنهما القومي.
إثيوبيا تخطط لبناء عشرات السدود؛ أبرزها مندايا (≈2000 ميغاواط)، بيكو أبو (≈2100 ميغاواط)، وكرادوبي (≈1600 ميغاواط)، ضمن استراتيجية تعتمد على “سلسلة تسلسلية” لتقليل مخاطر الجفاف وتوزيع المخزون وتشتيت الأعباء على أكثر من موقع .
أعلن آبي أحمد أن سد النهضة، الذي بدأ إنتاج الكهرباء منذ 2022، يهدف لتوليد نحو 5,150 ميغاواط، مما يؤهل إثيوبيا لأن تصبح مصدرًا للطاقة وتخفض اعتمادها على الخارج .
من الناحية القانونية، تؤكد مصر والسودان استمرار رفضهما إجراءات إثيوبيا الأحادية، معتبرَين أن هذه المشاريع تنتهك القانون الدولي كما جاء في بيان مشترك صدر مؤخرًا .
سد النهضة يُعتبر نتيجة 14 عامًا من الجهد بموازنة مالية تجاوزت 4 – 5 مليارات دولار، وقد أُعلن أنه الأكبر في إفريقيا، بقدرة تصميمية قد تصل إلى 6,000 ميغاواط واحتجاز خزاني تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعب من المياه .