الميدان 24
الميدان 24

اليونسكو تزور البجراوية وتدعو لحماية التراث السوداني المهدد بالتغير المناخي والنزاعات

الميدان 24

وفد اليونسكو يزور البجراوية بالسودان لتقييم التحديات وحماية التراث العالمي من آثار الحرب والتغير المناخي، ويكشف عن خطة طوارئ وخسائر فادحة بالمتاحف.

 

البجراوية – السودان | 15 سبتمبر 2025 – الميدان 24

في خطوة تعكس القلق المتزايد على مصير التراث الثقافي السوداني، قام وفد من مكتب اليونسكو في السودان برئاسة أحمد جنيد سوروش، مدير المكتب وممثل المنظمة لدى السودان، بزيارة ميدانية إلى موقع البجراوية الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي، والمدينة الملكية، وعدد من المواقع الأخرى بولاية نهر النيل. ورافقه في الزيارة الدكتور عبد الرحمن علي مدير دائرة الثقافة، والدكتور محمود سليمان مدير موقع التراث العالمي بجزيرة مروي.

 

تقييم التحديات وحماية التراث

 

تهدف الزيارة إلى الوقوف على حالة المواقع الأثرية وتقييم حجم التهديدات التي تواجهها في ظل الأوضاع الراهنة. وأوضح الوفد أن المواقع تعاني من آثار التغيرات المناخية مثل الفيضانات والزحف الرملي، بجانب الأضرار الناتجة عن النزاع المسلح المستمر في السودان، ما يجعل عملية الحماية أكثر تعقيدًا وتحديًا.

 

التزام اليونسكو ودعم الطوارئ

 

وقال أحمد جنيد سوروش في تصريحات صحفية:

“وجودنا اليوم في البجراوية يعكس التزام اليونسكو العميق بحماية التراث السوداني الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي. هذه المواقع تواجه أخطارًا متعددة تشمل التغير المناخي والفيضانات والزحف الرملي، إضافة إلى تداعيات الحرب الأخيرة. نحن نعمل مع شركائنا الوطنيين والدوليين لحشد الدعم الفني والمالي وتعزيز قدرات الكوادر السودانية على إدارة هذا التراث وصونه.”

 

وأضاف سوروش أن اليونسكو أطلقت خطة طوارئ تمتد لعامين، تشمل مشروعات للتوثيق، والتدريب، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بجانب خطط لترميم المتحف القومي في الخرطوم وعدد من المواقع المتضررة.

 

خسائر فادحة في المتاحف

 

من جانبه، كشف الدكتور عبد الرحمن علي أن قطاع الآثار تكبد خسائر جسيمة جراء الحرب. وقال:

“المعلومات الواردة من إدارات المتاحف تؤكد سرقة أكثر من أربعة آلاف قطعة أثرية من المتحف القومي في الخرطوم وعدد من المتاحف الأخرى. هذه الخسارة لا تخص السودان وحده، بل تمثل نزيفًا للتراث الإنساني ككل، ما يستدعي تضافر الجهود الوطنية والدولية لاستعادتها.”

 

وأشار علي إلى أن غياب الحماية الأمنية والنزوح الكبير نحو المناطق الأثرية وعدم انتظام الزيارات كلها عوامل أسهمت في تفاقم المخاطر المحدقة بالمواقع التاريخية.

 

البجراوية.. إرث كوشي عالمي

 

تُعد البجراوية من أبرز المواقع الأثرية في السودان، حيث جرى تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2011 لما تحمله من قيمة استثنائية عالمية. وتضم المنطقة أكثر من 200 هرم ملكي ومعابد ومقابر تعود إلى حضارة كوش التي ازدهرت في وادي النيل.

 

وأكد الوفد أن حماية هذه المواقع مسؤولية جماعية تتطلب تعاون السلطات الوطنية والمجتمع الدولي معًا، للحفاظ عليها من التهديدات وضمان بقائها للأجيال القادمة.

 

تعاون دولي متواصل

 

وأوضح الوفد أن اليونسكو تعمل حاليًا عبر مكتبها في الخرطوم وبالتنسيق مع مكتبها الإقليمي في القاهرة على تنفيذ برامج تدريبية لبناء قدرات العاملين في مجالات التوثيق والترميم. كما تنسق جهودها مع الإنتربول للحد من تهريب القطع الأثرية واسترداد المنهوب منها.

 

وأطلقت المنظمة أربعة نداءات دولية خلال العام الجاري للتوعية بضرورة وقف التعامل غير المشروع مع آثار السودان، مؤكدة أن استعادة ما نُهب من المتاحف والمواقع الأثرية مسؤولية دولية مشتركة.

 

دعوة لحماية التراث

 

وفي ختام الزيارة، شدد أحمد جنيد سوروش على أن حماية التراث السوداني ليست مجرد قضية محلية، بل هي شأن عالمي يتعلق بصون الهوية الإنسانية المشتركة. وقال:

“علينا أن نعمل معًا لضمان أن تبقى البجراوية وغيرها من مواقع السودان الأثرية شاهدة على عظمة حضارة كوش وإسهامها في التراث العالمي.”

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.