خلافات داخل الآلية الرباعية: واشنطن تتمسك بإبعاد الجيش ومصر ترفض تمثيل القوى المدنية
متابعات – الميدان 24 _ تشهد الآلية الرباعية المعنية بالملف السوداني خلافات حادة بين أطرافها الرئيسة، وسط تباين واضح في المواقف بين الولايات المتحدة ومصر بشأن الجهة التي ينبغي أن تمثل السودان في أي تسوية سياسية مرتقبة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، تتمسك الولايات المتحدة بضرورة إبعاد ممثلي الجيش السوداني من طاولة الحوار، والدفع بدلاً عنهم بشخصيات مدنية من الحكومة السابقة برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك، في إطار دعم المسار المدني وتحقيق انتقال ديمقراطي شامل.
في المقابل، ترفض مصر بشدة إقصاء الجيش السوداني من المشهد التفاوضي، وتُصر على استمرار تمثيله في المحادثات الجارية، معتبرةً أن المؤسسة العسكرية لا تزال الطرف الأكثر فاعلية وضمانًا للاستقرار في السودان، وأن تجاهلها قد يؤدي إلى نتائج عكسية تُفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
وترى القاهرة أن إشراك قوى مدنية محددة، لا تحظى بإجماع وطني، يُعد قفزًا على الواقع، ويهدد بفرض حلول لا تتماشى مع تركيبة السلطة الحالية أو توازن القوى على الأرض، وهو ما تعتبره إقصاءً غير مبرر لفئة تملك أدوات الحكم والسيطرة الميدانية.
وفي ظل هذا الانقسام داخل الآلية الرباعية، يبقى مصير العملية السياسية في السودان معلقًا على توافق خارجي لم يتبلور بعد، بينما يظل الشعب السوداني، الذي أنهكته الحرب والانقسامات، في حالة انتظار دائم لما يُتفق عليه من خارج حدوده.
وتضم الآلية الرباعية كلاً من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، السعودية، ومصر، وتضطلع بدور محوري في دفع الأطراف السودانية نحو تسوية تنهي الحرب وتعيد بناء مؤسسات الدولة، لكن تصاعد الخلافات بين أعضائها ينذر بتعطيل أي انفراج في الأفق القريب.
