الإمارات تربط استئناف الحوار مع السودان بإحياء مشروع ميناء أبو عمامة

الإمارات تربط استئناف الحوار مع السودان بإحياء مشروع ميناء “أبو عمامة” ومشاريع زراعية ضخمة

متابعات الميدان 24 _ كشفت تقارير صحفية عن شروط إماراتية تقدمت بها أبوظبي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تتضمن إعادة تفعيل مشروع ميناء “أبو عمامة” شمال بورتسودان، بتكلفة تفوق 6 مليارات دولار، إضافة إلى مشروعات زراعية واسعة، مقابل استئناف الحوار السياسي بين البلدين.

وذكرت مجلة “أفريكا كونفيدينشيال” البريطانية، المعروفة بقربها من الأوساط الاستخباراتية، أن البرهان لم يعلّق رسميًا على العرض الإماراتي، واكتفى بالصمت، ما اعتُبر مؤشراً على رغبة في تفادي التصعيد مع أبوظبي، في ظل توتر العلاقات منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ووفق المجلة، فإن وفداً إماراتيًا طرح العرض خلال اجتماع شرم الشيخ الذي دعت إليه مصر في 10 يونيو 2025، مطالبًا بإحياء اتفاق استثماري سابق تم تجميده، ليكون بمثابة شرط مسبق لأي تفاهم سياسي مع الخرطوم.

مصالح اقتصادية.. وضغوط سياسية

وتشير تقارير غربية، من بينها تحقيقات نشرتها نيويورك تايمز، إلى أن الإمارات تسعى للحفاظ على موطئ قدم استراتيجي على البحر الأحمر، في إطار تأمين مصالحها في الذهب والزراعة، رغم التوتر المتصاعد مع قيادة الجيش السوداني.

ورأت “أفريكا كونفيدينشيال” أن العرض الإماراتي قد يكون أيضًا مناورة سياسية لاختبار موقف البرهان، أو رسالة تعكس تراجع مستوى الثقة بين الطرفين، على خلفية الاتهامات المتبادلة بشأن دعم خصوم الجيش واتفاقات لم تُنفذ.

يُذكر أن العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي تشهد فتورًا منذ أوائل عام 2025، إثر اتهامات للجانب الإماراتي بدعم قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة، ومطالبته المتكررة بإشراك قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” في أي تسوية سياسية قادمة.

مشهد إقليمي معقّد

وفي ظل هذه التوترات، يرى مراقبون أن خيارات السودان تبقى محدودة وسط سباق إقليمي ودولي على النفوذ، في وقت تتزايد فيه الدعوات لضمان استقلالية القرار السياسي السوداني، ومنع الضغوط الاقتصادية من التأثير على مسار التسوية.